‏إظهار الرسائل ذات التسميات قصتي_مع _العاهرة mhmd mossa zainyf. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات قصتي_مع _العاهرة mhmd mossa zainyf. إظهار كافة الرسائل



#قصتي_مع_العاهرة
الجزء الاول
• في يو م روتيني من ايامي البائسة استيقظت
على صوت المنبه الذي اكاد اجزم أنه صوت
فر هاربا من الجحيم يتملكني النعاس وارغب
بالنوم احادث نفسي قائلا ليذهب العمل الى
الجحيم وبكلمات محبطة اتابع فانت مهما
فعلت ستبقى فاشل ولن تبلغ احلامك بل ولن
تستطيع الوفاء بديونك المتراكمة وبعد
صراعي الداخلي احزم نفسي ليبدأ يومي
الروتيني بتشغيل مجموعة من اغاني
معشوقتي اديل التي يعتبر صوتها ترياق للألم
ومخدر طاغي لشعور الفشل ومصدر الثقة
المصطنعة بنفسي للانطلاق ...خرجت من
كينونتي التي اكرهها وبشدة بيتي لإنه ميت لا
روح فيه ويسكنه التشاؤم والاحباط وملطخة
جدرانه بالدموع ولطالما كنت اجلس عند
الباب لساعات لكرهي له ...وبينما انا في
طريقي للعمل رأيت اطفال مشردين بجانب
الطريق وأنه لشيء معتاد رؤية مثل هؤلاء
بشوارع تقسيم واتذكر بأنني رأيتهم يأكلون
خبز واكملت طريقي حيثما اجلس كعادتي
أحتسي نسكافيه مدخنا سيجارتي في روتيني
المعتاد ...الا انني بت مراقبا لهؤلاء الاطفال
الذين يجلسون على الطرف المقابل من
الشارع عند زاوية فندق انبيرا دون اهتمام ل
تفاصيلهم الدقيقة بل كانت مجرد عادة ..
استمع للموسيقى واناظر الناس ولا اعلم ربما
كنت احسدهم على مقدار السعادة ويكاد يتقطع
قلبي كلما رأيت طفلا يمسك بيد امه واتذكر
امي التي لم ارها منذ 3 سنوات او اذا رأيت
شخصين يضحكان واحاول تذكر متى كانت
اخر مرة ضحكت فيها او شخصا يحمل كتب ا
او آخر يسوق سيارته الفارهة مع اصدقائه
....وبينما انا غارق بين هذا وذاك واستحقار
حياتي وفشلي ...رأيت فتاة ليل قادمة من جهة
ميدان تقسيم واتذكرها لأني قد رأيتها مرات
عدة مع اشخاص من جنسيات عربية ثرية
ويدخلون لفندق انبيرا وكمجتمع عربي اطلقنا
عليها العاهرة وانا لا اظلمها لأنها تمتهن
العمل كعاهرة ....عندما رأيتها شعرت
بالسطوة والتفضل لأنها الوحيدة التي لم
احسدها ولم اعتقد أن حياتي بائسة امامها
....اختفى شعور الحسد والفشل واصبحت
اشبع نفسي باستحقارها وبأنها انسانة بلا
كرامة ولا اخلاق ولا شرف وهذا ما منحني
دفعة معنوية لرفع عيني اكثر تجاهها لأني
كنت انظر الى غيرها نظرة مكسورة ويائسة
....واستمريت بإشباع نفسي باستحقارها
وعندما وصلت الى جانب الاطفال هونت من
خطاها ونظرت اليهم مبتسمة ثم توقفت
عندهم ...هنا لم يعد مخي يستوعب ماذا تفعل
وما هي نيتها ....اقنعت نفسي بأن الاطفال
ازعجوها ووقفت لتوبيخهم ولكنها لم تفعل
ويزداد الشك ثم مدت يدها لاحدهم لتساعده
على النهوض وقام الاخرين ..كانوا ثلاثة
اطفال بعمر يتراوح بين 11 _ 15 ثم قطعوا
الشارع واخذتهم الى المطعم واشترت لهم
طعاما وكانت تمسك بيد اصغرهم سنا...قمت
من مكاني وذهبت للمطعم واقتربت منهم
واقسم لكم لولا عمري ولباسي الرسمي
لاعتقد صاحب المطعم أنني معهم...وقفت
بمقربة لاستمع لكلامها بماذا تحدثهم ؟!! ولم
ادرك ماذا افعل ...كانت تتكلم باللغة التركية
وتستخدم عبارات لطيفة معهم مثل ماذا تريد
ان تأكل يا صغيري ...لم يتكلم ذك الطفل
ظننته مصدوما كحالي ..وتردف بعبارة
يجب ان تأكل لتصبح مثل الاسد وتطبطب
على زنده لتحمله على الضحك فضحك
...وكما الأحمق ضحكت انا بالرغم من
صدمتي ومن عدم ادراكي بمكاني ...وقفت
لمدة دقيقة لا اعرف ماذا افعل .كنت اعرف
صاحب المطعم لأني كنت اعمل في نفس
الشارع وقال لي :اهلا وسهلا تفضل سيد
محمد ، فقلت اهلا ...لاحظ ذلك السيد أنني
اتابع النظر اليها فقال لي : هل انت معجب ام
يصعب عليك تصديق قيام هذه العاهرة
بمساعدة الاطفال ؟ ..فقلت له : في الحقيقة نعم
..فقال لي عبارة يصعب ترجمتها للعربية الا
انها تحمل معنى )) هذه الفتاة تكتب صفحة
سوداء في الليل وتكتب صفحة بيضاء في
النهار مع هؤلاء الاطفال(( ثم تركني
مصدوما وعاد لعمله متبسما ...خرجت من
المطعم وانا ما زلت في حالتي تلك ولم
استطيع تفسير ظاهرة الاحسان من قلب
عاهر ومضت الساعات شارد ا بما حدث فيما
بعد سألني صديقي عبدالاله ما بك يا رجل
لست معنا منذ قدمت ؟ فرويت له ما حدث.
وبأنني لا أستطيع تجاوز تلك الحادثة التي
وضعتني امام تساؤلات كثيرة وكنت اريد معرفة
لماذا تفعل ذلك ؟ لماذا تساعد هؤلاء الاطفال ؟
كيف لعاهرة أن تحمل في قلبها هذه الانسانية التي
لم تكن موجودة في قلبي وفي قلوب جميع اولئك
الذين رأوا الاطفال ؟ لماذا لم اساعدهم انا ؟ لماذا
كنت اعتقد أنها بلا اخلاق وانسانية وانها عبارة
عن حيوان بلا قيمة ؟ لماذا اعتقدت ذلك وهل
اعتقادي صحيح ام خاطئ ؟ هل هي عاهرة ام ان
تفكيري هو العاهر ل استحقار عملها ؟ وجملة
من الاسئلة التي كاد ان يتفجر رأسي منها
واصبحت هذه الحادثة حتى انني بت في تحليل ما
حدث نائما كنت ام في يقظتي ....وفي اليوم
التالي كعادتي غادرت كهفي متجها لعملي ناصبا
امام عيني ان اتجه للأطفال لعلني اجد اجابتي
بين طيات افكارهم الا أنني بحثت عنهم و لم
اجدهم ..تبا لهم هؤلاء الحمقى اين ذهبوا تناولت
كأسي واشعلت سيجارتي وتوجهت لعملي
غضبان اسفا لأني لم اجد اجابتي حينها ...بدأت
اتخيل هذه الفتاة بصورة الانسانة جيدة محاولا
طرد الافكار السيئة عنها .. و لأنه لا يوجد عذر
او سبب يعطي للشخص مهربا لبيع شرفه والذي
يعتبر اغلى ما يملك ...اعود وافكر بصورتها كما
هي انسانة سيئة السمعة واطرد الفكرة ليستمر
هذا الصراع يومين او ثلاثة ومن ناحية أخرى
لم اعثر على الاطفال واقسم لكم أني ذهبت قبل
عملي بساعة لكي ابحث عنهم ولم اجدهم ... وفي
اليوم الرابع رأيتهم في نفس المكان ويااه ما اجمل
تلك اللحظة وكأنني وجدت كنزا ثمينا . اقتربت
منهم مسرعا فقال احدهم :ارجوك ساعدنا توقفت
عندهم ثم مد يده لي وقال ارجوك اعطيني ليرة
اريد شراء كعكة نأكلها ....يا لجمال تلك اللحظة
اغمضت عيوني وشعرت بسعادة داخلية وتنفست
بشكل عميق وابتسمت وكأن ترياق ا سرى مفعوله
بجسدي وفجأة اختفى صوت ضجيج السيارات
والشارع المزدحم و اصبحت في عالم اخر يخلو
من شوائب الدنيا كنت استمتع بصوت الطفل
وهو يطلبني ليس لضعفه بل لأنني استطيع وكأنه
ماء عذب يسري في اروقة قلبي وبعد دقيقة واكثر
من تشرب ذلك الشعور فتحت عيني واعطيت
لكل واحد منهم ليرة ...ومضيت بطريقي سعيد ا ثم
عدت مرارا وتكرارا لذلك ليمنحوني هذا الشعور
مقابل مبلغ زهيد 10 ليرات كبداية ولأنني لا اريد
مفارقة سعادتي تلك مددت لهم بالمزيد واكاد اجزم
ان الاطفال باتوا مصدومين وقال احدهم هل هذا
مجنون انظر الى وجهه ... ثم مضيت وانا سعيدا
ولو أنكم سألتموني لماذا انت سعيد لأجبتكم بعبارة
انا فقط لا اعرف كنت على موعد مع عملي وهذه
المرة وصلت و السعادة تغمرني نظر الي عبد
الاله سائلا لم انت سعيد وتضحك لحالك ؟ فأخبرته
بما حدث وعندها بدأت التفكير بتلك الفتاة ومدى
سعادتها بمساعدتهم )ألا تلاحظون أنني لم انعتها
بلقب العاهرة( وبأنني امتلك جانبا انسانيا ايض ا و
بالرغم من أنني ساعدت الكثيرين قبلا ..هذه المرة
شعرت بشعور يصعب وصفه لشدة تعقيده
وتداخله بأمور اخرى قد تكونوا على اطلاع
ببعضها وعدت للبيت وانا عازم على ايجاد
الاجوبة على اسئلتي الكثيرة حولها !.
))شيطانتي كهدوء الليل ..تحرقها سيجارتي
المشتعلة في تلك الكينونة التي لم اعد ارها كهفا
سجنا بل معقل تفكيري ومستوعب اسئلتي كحبات
المطر المتساقطة امتزجت الافكار داخلي حارقة
بطريقها كل ما تعلمته في مدرستي جامعتي حارتي
بيتي من اصدقائي اهلي حتى من هؤلاء الاطفال
وتلك لنتفق على تسميتها الجميلة ردا على ما رسمت
ذاك اليوم من ابتسامات على وجوهنا قاصدا نفسي
مع الاطفال..هل لها جانبان احدهما سيء والاخر
جيد ولو ان كلمة جيد لا تعطي الاحسان حقه ولكنه
تساؤل احتاج جدا للإجابة عليه ..
#قصتي_مع_العاهرة الجزء الثاني ~~صراع
داخلي~~
وبعد ايام عدة وانا على حالي تلك عدت الى المنزل
اللعين الذي لطالما اعتبرته قبلها قطعة من الجحيم
بالرغم من الوان جدرانه الزاهية ..وهنا بدأت
بالتفكير محاولا إيجاد مخرج من هذه التساؤلات
التي تحاول واحاول من خلالها رؤية الصواب
بأن كل فتاة تعمل كعاهرة هي عبارة عن حيوان
بجسد انسان ولا تملك اي احساس او كرامة
وبدأت في رسم شخصية هذه الفتاة وكانت العقبة
الاولى لإي طرف سوف تنتمي الفتاة بمخيلتي؟
هل يجب ان انظر لها نظرة احترام ام استحقار ؟
ام هل يجب ان اتجاوز التفكير فيها وحسب ؟!ثم
..
هل هي من الاشرار ام من الاخيار ؟ كإنسان
يبحث عن حقيقتها لن اتجنب النظر اليها لأنني
لست جبانا الى هذا الحد ومن ناحية ثانية لا امتلك
الجرأة للنظر اليها في الشارع لأنني انسان بمبادئ
وقيم ومثل هذا التجاهل سوف يجعل امر دعارتها
يستمر ولن استطيع اخراجها من مخيلتي ابد ا ثم
قلت أنها من الاخيار وتستحق الاحترام لعملها
الانساني فهل يعني هذا أنني اقبل بمهنتها كأي
مهنة ولكن مهنتها لا تقل دناءة ولا جرما عن اي
جريمة اخرى تستنكرها الاخلاق لن اقول الدين
ولا المجتمع هي جريمة بحق إذ ا هي مجرمة
بحق نفسها لا محالة . .
ثم تتأجج افكاري على أنها من الاشرار ولا
تستحق الاحترام ولكن ..تمتلك الانسانية بل
وانسانيتها فاقت جميع اولئك الذين رأوا الاطفال
ولم يكترثوا لأمرهم ومن ضمنهم انا في بادئ
الامر )تب ا أن الامر يزداد تعقيدا(
ثم مرة أخرى أنها من الاخيار ربما هي مجبرة
على عملها هذا بل اجبرتها الحياة والظروف ثم
ينتفض داخلي تمهل أنها شابه وتمتلك وجه حسن
وتستطيع العمل بالكثير من المهن الشريفة
ثم يسود الصمت قليلا فأقول لا حتما هي شريرة
ولكن عطفها وحنانها على ذاك الطفل؟!!!
واستمريت في حالة المد والجزر تلك ولم استطع
تحديد الى ما تنتمي اليه هذه الجميلة السيئة
واحسست بالعجز .
فقلت هي فتاة سيئة تمارس جريمة بحق نفسها
...واتجهت بأفكاري الى ماهية الجريمة وهل
يوجد جرائم مسموحة بها وما هو العقاب لتلك
الجريمة ؟ هذا التساؤل هو لجعل نفسي تتقبل هذه
الجميلة السيئة كإنسانة صالحة بالرغم من
جرائمها المكررة بحق نفسها ...نعم يا سادة بدأت
بإقناع نفسي أن هناك جرائم مسموحة .ولكن
اتعمق في تفكيري اكثر لإيجاد تعريف للجريمة ...
المشكلة هنا أنني يا سادة لا افهم بالقانون ولا
بالفلسفة وعلم النفس ايضا بل على العكس مولع ا
بالرياضيات والفيزياء وانا درست هندسة مدنية
وهو فرع بعيد عن هذه الامور وكتاباتي ما هي
الا تعبير لما يجول داخلي وحتى أنه يوجد الكثير
من الاخطاء الاملائية ...كف عن الثرثرة وحاول
ايجاد اجابة لتساؤلاتك ... انا قادر على فتح
محرك غوغل واكتب فيه ما هي الجريمة
ويعطيني تعريفها ولكن انا اريد ان اعرف الاجابة
بنفسي ... لكي اقتنع انا بالإجابة وعندها اخرج هذه
الجميلة السيئة من حياتي..
الجريمة هي ارتكاب خطأ بحق النفس او بحق
الاخرين ،
ولكننا جميعنا نخطأ فهل جميعنا مجرمين ،إذا هذا
التعريف غير كافي،فسوف اعطي تعريف افضل
للجريمة هي ارتكاب خطأ كبير بحق انفسنا او
بحق الاخرين ؟ ولكن ما هو المعيار الذي سوف
اصنف فيه الاخطاء الصغيرة والكبيرة ....حسن ا
دعني افكر بطريقة لتصنيف الاخطاء وبعد ان
دخنت سيجارة وانا احاول ايجاد معيار لتصنيف
الاخطاء لم اجد اي معيار ..اذا سأذكر الاخطاء
ومن خلال ذكرها لعلي واياكم نجد ذلك المعيار
لكي نصنفها ..الاخطاء التي خطرت ببالي هي
نفسها الحدود الربانية القتل والكذب السرقة الزنا
وغيرها الكثير ...حسن ا الامر بسيط نبدأ بالقتل
هل هو خطأ صغيرا ام كبيرا لكي نعتبره جريمة
او لا ...بالتأكيد القتل هو جريمة استنكرتها جميع
الديانات لكن ليس كل قاتل !كيف؟؟...معظم
الحضارات في التاريخ بنوا مجدهم من القتل
ومعظم الامبراطوريات تم بناءها على دماء
عبيدهم شعبهم اعدائهم ليصبحوا عظماء بنظر
شعوبهم رفيعي المستوى ومجرمين بنظر عامة
الشعب ،واحيانا تقوم حروب لنصرة فئة مظلومة
ويقتلون خلالها اناس من الفئة الظالمة واحيان ا قد
نقتل بالخطأ كحوادث السير وبالتالي ليس كل قتل
لأنه يوجد قتل مشروع وبالتالي ليس كل قتل
جريمة ...لقد اقحمت نفسي في دوامة لا استطيع
الخروج منها وتعريفي للجريمة بالاستناد على
حجم الخطأ فقط غير صحيح و غير كافي ..اذا
سأبدأ من الصفر واحاول ايجاد تعريف للجريمة
من طريق اخر لأن هذا الطريق يصعب على
اكماله لإيجاد التعريف الصحيح ..حسن ا اطراف
هذه المعادلة هي جريمة وفي الطرف الثاني هي
اسباب الجريمة والمسببين والظروف والعقاب
...فاذا الجريمة هي عمل نقوم به لأسباب معينة
وبظروف معينة وقد نكون ندرك اننا نقوم بها او
لا ندرك اننا نقوم بجريمة ....قد يكون هذا التعريف
غير كافي واعرف لو ركزت فيه قليلا لوجدت
ثغرات ولكني سأقبله مؤقتا لأستطيع فهم طبيعة
جريمة هذه الفتاة وبالتالي استطيع تصنيفها مع
الاشرار او مع الاخيار ،
استنادا الى التعريف فهي تقوم بهذا العمل لأسباب
أو ظروف معينة لا اعرفها ولا اعرف اذا كانت
مدركة أنها ترتكب جريمة بحق نفسها او لا
...فيجب علي معرفة ظروفها واسبابها لأستطيع
تحليل هذه الجريمة ولكن كيف لي ان اعرف ، هل
اذهب لها واتحدث معها واسألها عن ظروفها
واسبابها ام احاول تخيلها لأنهي هذا الموضوع
واعيش بسلام مع ضميري وكياني واغير فقط
نظرة الاستحقار لكل عاهرة الى نظرة احترام او
اغيرها لها فقط واظلم غيرها ؟ تب ا لهذه التساؤلات
؟ ساعات وانا اكتب وابحث عن اجوبة تشفي
غليلي ولم اجدها ، هل يجب علي الذهاب اليها
والتحدث معها ، ولكن ما شأني فيها؟ أن لدي من
المشاكل والهموم ما يقض مضجعي ويعكر صفو
شبابي واذا كان علي المساعدة فيجب ان اساعد
نفسي ،ماذا لو رفضت الحديث معي عن هذه
الامور وماذا لو احست اني اسألها بدافع السخرية؟
لقد زادت التساؤلات بعقلي ويجب علي فعل امر ا
ما ، لقد قررت ان احاول انقاذها، لعلي استطيع
انقاذها، نعم استطيع انقاذها وسوف اكون لطيفا
معها وسأقنعها ان تترك هذا المهنة وأنها سوف
تفقد جمالها بعد سنين ولن ينظر لها احد وان العمل
الجنسي ينبغي ان يكون تتويج للحب الحقيقي مع
شريك حياتها وأنها تظلم نفسها وتقتل زهرة شبابها
في فعل هذه الامور وأنها ضحية مجتمع وضحية
لجهلها وغير مدركة لجريمتها وأنها تستطيع ان
تحب وتتزوج وتكون سعيدة ...ولكن هل املك
الجرأة على قول ذلك ؟ ..حسنا عقدت العزم على
لقائها ..واطاحت كل ما في داخل رأسي بين يديها
لعلها تستجيب فإما إقناعها بالعدول عن عملها او
ان استدرك اسبابها


#قصتي_مع_العاهرة
الجزء الثالث
في اليوم التالي اصبح هدفي هو انقاذ تلك الفتاة
ولأن امر ا كهذا ليس بالسهل فكان لزام ا ان اضع
خطة وخطوات عمل لتسهيل الامور مع الاخذ
بالحسبان كل الاحتمالات الممكنة ووضع خطة
بديلة في حال فشل هذه الخطة ...خرجت لجمع
معلومات عنها وسألت الاطفال عنها فقالوا لي أنها
دائما تساعدهم وكلام جميل عنها وسألتهم عن
اسمها فقالوا لي اسمها) لا اريد ذكر اسمها الحقيقي
وسأمنحها اسم مستعار وليكن سلمى(..ثم ذهبت
باتجاه ساحة تقسيم وتجولت فيها لعلي اراها صدفة
ولم اجدها ثم اتجهت الى اقصى الشرق من الساحة
في مكان وقوف العاهرات ولكني لم اجدها بينهن.
كنت انظر الى وجهوهن في تمعن واحكام ..يا
ترى ما الذي يدفعهن لهذا العمل القذر .. ونسيت
تماما انهن بائعات هوى وسيعتقدن انني ابحث عن
اللهو في ليلتي تلك فكلما نظرت مطولا كان الرد
بابتسامة منهن برأيي هذا أن دل على شيء يدل
على بؤسهن .استوقفني شاب في طريقي وقال لي
بالإنجليزية : هل تستطيع تحدث اللغة الانجليزية
؟ نظرت الى وجهه وكان بملامح تركية وذو
شارب وتوقعت ان عمله هو المساواة مع الشباب
ومحاولة تحصيل اكبر قدر ممكن من المال مقابل
الحصول على عاهرة فقلت في نفسي سأختصر
عليه الطريق فقلت باللغة التركية تستطيع التحدث
معي باللغة التركية فاقترب مني وعانقني وقال
صديقي الجميل كيف حالك؟ فقلت له انني جيد ،
وقال لي هل تحب الشعر الاشقر او الاسود ؟ كان
يتحدث بالألغاز فقلت انا ابحث عن شيء واريد
مساعدتك وستكون راضي ، فقال لي وانا هنا من
اجل هذا الشيء ، فقلت له ابحث عن فتاة واخبرته
باسمها ومواصفاتها، فقال لي انتظرني سأذهب
للبحث عنها واكمل بعبارات ساقطة اترفع عن
كتابتها..فقلت له : اريد معرفة اشياء عنها ولا
اريدها ان تذهب معي اليوم ، واخرجت من جيبي
بعضا للمال الا انه رمقن بنظرة ان هذا المال لا
يكفي لأنه سيدفع لكي يعرفها وانا اعلم أنه كاذب
ولكني مضطر ا فأعطيته المزيد،ثم ذهب الى
البنات اللواتي يجلسن على المقاعد ولم يجد نتيجة
وذهب الى البنات اللواتي يقفن على مقربة منا
واستمر بالبحث وهنا انا اشعلت سيجارة وبدأت
افكر ماذا لو جاءت الان ؟ ماذا سوف اقول ؟ هل
اخبرها هنا أنني اعجبت بموقفها واظهر لها
احترام ا ونذهب ونجلس بمكان محترم ؟ام أنها
سترفض وبينما انا غارق بالسيناريوهات المحتملة
عاد ذلك القذر واخبرني بأنها غير موجودة اليوم
وأنها قد تكون وجدت زبون ا لتقضي ليلتها معه،
فقلت له هل هذا كل ما استطعت معرفته ؟ ومن
اخبرك بذلك ؟ فقال لي أنها فتاة تعرفها فقلت له
هل استطيع مقابلة تلك الفتاة لدقائق فقال: امممم
فعرفت أنه يريد المال فأعطيته وذهبنا وطلبت منه
مقابلتها فقال لي : حسنا قال سأخبرها بذلك وعند
اشارتي تأتي وتحدثها ، بالفعل عند اشارته قدمت
وقلت لها السلام عليكم فضحكت وقالت وعليكم
السلام ...شعرت بإحراج شديد) كيف اقول لعاهرة
السلام ، كم انا مغفل ( فسألتها بالإنجليزية اي لغة
تفضلين لتتحدث بها ؟ ، فأجابت: فرنسي او عربي
وضعيف تركي ، فقلت بالعربي من اين انتي،
محاولة جيدة لأبدأ حديثي معها .. فضحكت وقالت
: افضل التواصل باللغة الفرنسية لأن لهجتكم
صعبة جدا ولا افهمها جيدا،حسن ا انا اسمي محمد
من سوريا واريد ان اسألك عن سلمى ترددت قليلا
ثم سألتني: ماذا تريد ان تعرف ؟ فقلت اريد
مساعدتها،واريد ان اعرف اي شيء عنها وعن
حياتها .لماذا؟؟ لأنها انسانة طيبة وساعدت اطفال
في شارع سيراسيلفيلير في الطرف الاخر من
الساحة والامر لم يكن صدفة لأني اعمل في نفس
الشارع وهذا العمل ليس مناسب لها واريد
مساعدتها فقالت: وهل تعتقد ان البنات هنا اخترن
هذا العمل بمحض ارادتهن وانهن ليسوا كسلمى
طيبات ، فقلت لها:انا اعتذر من ك ولم اقصد الاهانة
،فقالت : اذهب الى بيتك ودع عنك هذه الامور
لأنك لم ترى شيئ ا من قسوة الحياة ،فقلت لها: لقد
رأيت من قسوة الحياة الكثير ،ولا اريد الخوض
بهذا النقاش، اريد معرفة اي شيء عنها وستكونين
راضية )اي بمعنى سأعطيكن بعض المال مقابل
ذلك( فردت بغضب لا اعرف عنها اي شيء ،
وغادرت مكاني دون الاستئذان .. لم استسلم
وادركت أنني لم احسن التصرف وكان اسلوبي
بالكلام غبيا ثم لحقتها قائلا :ارجو المعذرة لقد
اخطأت فقالت لا اريد التحدث معك.....عدت الى
البيت وانا احمل في داخلي خيبة امل كبيرة ارهقت
يومي ،اعاني من صداع حاد قلة النوم وجملة من
المشاكل والمعضلات بحياتي التي اعجز عن حلها
، لقد ترك كلام تلك الفتاة اثر بنفسي واعتقد أنها
تمتلك انسانية بقلبها كإنسانية سلمى ،في اليوم
التالي قررت الذهاب للساحة وانا تتملكني العزيمة
للحديث معها وكما هي العادة كتبت سيناريو
للحوار وللجمل التي سأقولها لها ،سأبدأ بتعريفها
نفسي وانتظر حتى تعرفني عن نفسها واخبرها
أنها كسبت احترامي وتقديري لموقفها الانساني
وأن قلة من الناس من يتسم بقلب انساني وابدأ
بالكلام الذي سيشعرها بإحترامي لها محاولا جعل
اسلوب الحوار لا يخلو من المرح حتى تأمن
جانبي عل واقدم لها فنجان من القهوة واحاول ان
اظهر لها أنها تمتلك شخصية واسلوب كلام
ومظهر حسن يجعل فرصتها بالحصول على
وظيفة محترمة امر ممكن سائلا اياها عن
مستواها الاكاديمي واساعدها في البحث عن عمل
يليق بها لترتقي لمستوى معيشي افضل يصاحبه
احترام الاخرين لها مثلما وجدته في نفسي والكثير
من الكلام والجمل التي عن تتسارع في ذهني
وتتسابق للخروج من فمي ،وبالفعل ذهبت يومها
وبينما انا في طريقي للساحة اتخيل أنها بعد شهر
او اكثر تبكي من الفرح لأني غيرت حياتها بل
وتخيلت أنها ستصبح من انجح الناس وستتحدث
عن قصتها وسأفتخر بما قدمت ،هائما في مخيلتي
انني قد بدأت فعلا بالبحث لها عن عمل طالبا من
اصدقائي اذا كانوا يعرفون شركة او مكتب يبحث
عن شخص ا ليوظفه وبما أنها تتحدث العربي
والفرنسي والتركي فهذا يعني ان اي مكتب
سياحي سيوظفها كمرشدة سياحية مثلا لأنها
نموذجية للعمل هناك فهي تمتلك اللغات والجمال
ولكن اين ستسكن ومع من تسكن الان واين تسكن
؟ فقلت سوف احل كل الامور وانا معتمد على
مساعدة اخي وسندي وصديقي فايز لأنه يمتلك
توازن بشخصيته لا امتلكه وانا معه اشعر اننا
نشكل الكمال والتوافق الفكري واحيانا كثيرة
الروحية منها وتواصلت مع صديقي راشد الذي
اعتبره مرجعي الادبي، ورمز الحكمة والراي
السديد بمواقف الحياة وبدا ان خطتي في انعاش
حالة مستعصية في الميدان تسير بشكل جيد .


#قصتي_مع_العاهرة
الجزء الرابع
خرجت من البيت واثق الخطا ، اردت ان اكون
البطل وان اجرب هذا الشعور وبالفعل كنت امشي
وانا اشعر بأنني بطل رغم اني لم افعل شيئا بعد
ولكن شعرت بحماس لا يوصف ، وصلت للساحة
واخذت شهيق وزفير وقلت في نفسي :نعم استطيع
فعلها، ومضيت الى طرف الساحة الشرقي
الشمالي ورأيتها ، ما ان نظرت اليها وجاءت
عيوني في عينيها شعرت بمشاعر معقدة ،
مشاعر متناقضة وكثيرة ، مشاعر احترام
واعجاب وخجل وارتباك مفاجئ شديد وفرح
لأني وجدتها وصدمة وشفقة بسبب لبسها
المتعري المعتاد فأنا رسمت لها صورة فتاة بلباس
رسمي ولم اتوقع ذلك ولم اعرف ماذا افعل ،خمس
ثواني ملتقى نظراتنا وكمية كبيرة من المشاعر
المتناقضة و المتأججة في داخلي نظرت للأسفل
واغمضت عيني واخذت شهيقا عميق ا وحاولت
استجمع قواي لأن ضجيج المشاعر والافكار كان
يوترني جدا تمالكت نفسي ومضيت باتجاهها ،
تلك اللحظات كانت كمروري بإعصار يضرب
قلبي لتتسارع دقاته واختلط علي الامر وشعرت
بالحماقة بعض الشيء اذ انني فقدت السيطرة على
الموقف ، مما زاد الطين بلة حاولت اخراج يدي
من جيبي فأسقطت هاتفي الذي لم اكن ادرك أنني
امسكته بيدي، فقلت بصوت عالي دون ان اقصد:
اللعنة على المحمول ، شخصية البطل التي شعرت
بها قبلا سقطت مع تلفظي باللعنة وعدت بلا
ادراك لشخصية الفاشل البائس من الحياة ،بالرغم
من ذلك واصراري على التحدث معها اكملت
طريقي اليها وتوقفت بجانبها وبصوتي الذي لا
اعلم كيف اصفه القيت عليها التحية :مرحبا
اجابت :مرحبا _ كنت مشوشا وغمامة من
الافكار المتصارعة تحاول صرعي ومنعي من
الاقدام على ما عزمت فعله وبكلمات مشجعة
سأحاول مهما كلفني الامر _ كان يتملكني شعور
بالبكاء المبرح لأنه التصرف المعتاد الذي افعله
عندما تصيبني هذه الحالة من التشوش والتناقض
الذاتي ، مرحلة عندما ارى بنفسي أنني لست فاشلا
ثم يسيطر علي الفشل قائلا انا لا استحق الحياة
ولا حتى شرف المحاولة ،وبينما انا اتمتم
استسلمت للأمر الواقع وكل تفكيري كان كيف
اخلص نفسي من هذه الورطة ، سوف اعود دون
اكلمها لأندب حظي وحياتي بالبيت ، انظر الى
عينيها ذات النظرات التي تعجز صيغ الكيمياء
عن وصفها وتعجز قوانين الفيزياء عن تفسيرها ،
محاولة لفتح حديث معي سألتني بلباقة : ما هذا
الكتاب الذي تحمله في يدك ؟ فقلت : أنه رواية،
فقالت اذا لم تخني الذاكرة فهذا دورستوفورسكي ،
لقد لفظت اسمه بشكل خاطئ فقلت مصححا :
دوستويفسكي ، فقالت ضاحكة : لم استطع حفظ
اسمه ،وساد الصمت لا شك انني لا استطيع تذكر
اي جملة من ذلك السيناريو الذي تدربت عليه
مطولا تبا اين هي الكلمات حين نحتاجها حاولت
التركيز وبأصابع التوتر بدأت بالنقر على جبهتي
مرة بالسبابة وأخرى بالإبهام ولأن حجم التوتر
كان في تزايد وانا من النوع الذي ينعقد لساني
خجلا من الحديث مع الفتيات ودون سابق انذار ،
: هل انت بخير ؟ نعم بخير ، لقد انعكس مسار
القصة ومسار السيناريو الذي تدربت عليه كثيرا
لتسألني : أتود ان تشرب معي فنجان قهوة ؟ أن
ذلك البائع يبيع قهوة وستعجبك ، اومأت برأسي
موافقا وجلست انتظرها ريثما تحضر فنجاني
قهوة لنكمل حديثنا الذي لم يبدأ الا في مخيلتي ،
،جلست على المقعد كطفل يتيم وعادت تحمل
القهوة بيدها وبدأت ارتشف القهوة واشعلت
سيجارة لما انت هنا ؟ ازحت سيجارتي ارجو
المعذرة لم اعرف عن نفسي كما يجب انا محمد
وقد سألت الفتية عنك منذ يومين كنت منهار
القوى واحاول استجماع ذلك السيناريو وتلك
العبارات المؤثرة ولكن عبث ، لقد تغيرت الاماكن
فهي لعبت الدور الذي من المفترض أن العبه وانا
كنت محطما منهارا . حسنا وما هي حاجتك يا
محمد ؟ لم اجب تاهت الكلمات مجددا بل اسرعت
لوضع سيجارتي في فمي ويبدو انها قد تعاملت
مع اناس يعانون من نفس مشكلتي فسألتني مجددا
منذ متى وانت بتركيا ؟ فقلت منذ ثلاث سنوات
تقريبا ولوحدي ، ...اخطأت مجددا ... لما قلت
لوحدي ؟!! هي لم تسأل ، لقد قلتها بلحظة ضعف
بل واعتقد ان الدافع كان شعوري بالوحدة وانني
فعلا بحاجة الى احد بجانبي ، الى من يحتضنني
، لن اتمكن من فعل شيء واستسلمت للفشل قالت
محاولة مواساتي : اتمنى ان تعود الى اهلك ،
وتنتهي الحرب وكلام لا اذكره لأنني كنت الوم
نفسي وأتساءل لماذا ظهر ضعفي امامها ،
تمالكت وامسكت عن البكاء تلك اللحظة لأنه
عرض امامي شريط ذكرياتي مع عائلتي ومع
امي اشتم رائحة ارضي ونفير سيارة جارنا الذي
يشبه منبهي عدت الى وطني في لحظات ارتشفت
سيجارتي على مهل ليزداد الموقف تعقيدا اذ لم
انطق بحرف ولم اقدم على اي حركة وهي
بحاجة لعملها فهي حتما ليست طبيبتي النفسية ،
قالت عندما لم تر مني اية بادرة تجاهها انا يجب
ان اذهب اراك لاحقا حسنا ، عدت للمنزل اجر
اذيال الهزيمة والانكسار امامها، في نفس الشارع
الذي كنت امشي فيه خلال ذهابي لها واناعلى
سطوة احلامي بنجاحي الذي سأسحق به كل ما
كل شعور بالذنب والفشل ، عدت والفشل يضحك
مني مستهزئا بما قدمت اشعر برغبة بالصراخ
والبكاء ولكني لا استطيع لأن اوجاعنا بكماء
صراخها يمزق اجسادنا فقط ، وصلت للبيت
مترنحا كمن شرب الخمر دون رحمة حتى
معشوقتي اديل تلك الليلة اختفت واخفقت بالعثور
عليها وسأكتفي بقول انها كانت ليلة سوداوية
مأساوية تحفز كل شعور مؤلم ولم ادرك انني
غفوت في مكاني كقتيل ارهقته ظنونه . في اليوم
التالي ايقظت منبهي وحملت سيجارتي متجها الى
عملي حيث تنتهي كل الآمال وتوأد كل الاحلام
وعلى غير عادة لم اكتب في دفتر يومياتي وكنت
اكتفي بالسماع الى صوت اديل ف التي خانتني
وهربت عند امس الحاجة اليها ...ومضت اربعة
ايام بشكل مقيت لا جديد فيها الا الصمت الذي
بات يؤرق كل من حولي .في اليوم الخامس
عقدت العزم على تناسي الامر والتركيز على
عملي والوفاء ديوني وعدم التفكير الا بنفسي فقط
، واخراج هذه الفتاة من رأسي مقنعا اياها انه حتى
لو كنت ارغب بمساعدتها فانا لا امتلك الوقت
لذلك فأنا اعمل بدوام كامل طوال الاسبوع .
كنت اجلس بمكاني المعتاد بشارع سارسيفيلر
على يسار ماسح الاحذية مقابل فندق انبيرا ، انظر
للمارة في الشارع في مشهد مسائي معتاد واستمع
الى اغاني اديل ، كنت ارغب بالذهاب الى الساحة
التي تبعد مئتا متر فقط عني لأقنع نفسي باني لست
قادر على فعل شيء وانه لا يجب عرض
المساعدة وانت بحاجتها ، كنت اجلس على
طرف الشارع وما يجول في خاطري هو ان يأتي
احد ليمسك بيدي ويأخذني كما فعلت سلمى مع
الاولاد ، لقد ادركت ان احد الاسباب التي جعلت
موقف سلمى مع الاولاد يترك اثرا في نفسي هو
أنني بدون ان ادرك كان هناك شيئا بداخلي ينتظر
من احد ان يأتي ويمسك بيدي كما فعلت مع الاولاد
،وربما هذا كان تحليل راشد للموقف وادركت
بصميمي ان كلامه صحيحا بينما لم ادركه انا في
تلك اللحظة .. وانا في حالة تمني وخيال لمنقذ
ينقذني نظرت الى الطرف المقابل من الشارع و
رأيت سلمى حاولت النهوض للقائها ولكن منعني
من ذلك رويتها وهي تمارس عملها هي لم تكن
لوحدها، وكانت مع....
#قصتي _مع_العاهرة
الجزء الخامس
رؤيتي لسلمى برفقة احدهم اثار سخطي وغضبي
على نفسي اولا ثم على هذه الحياة التي تمنيت ولو
لوهلة ان نعيش نقيضها ان تحارب وتكافح لأجلنا
لا ان تستمد منا كل طاقاتنا وقواتنا ونعود محملين
ومثقلين بالخيبات والانكسارات رؤيتي لها اقحمت
فشلي في خطر مرة اخرى هذه المرة لن اتردد
سأندم حتما ولكن لن اتردد
تبا لكل ما سيمنعني رميت سيجارتي جانبا و اتجهت
نحوها والقيت عليها التحية متناسيا من معها نظرت
الي نظرة عجزت عن وصفها مرة اخرى ولم
تنطق بحرف اكتفت ان تميل برأسها على رأس ذلك
الرجل الذي لا استطيع نعته الا بالغبي الذي يدفع
المال ليشتري لنفسه مقعدا بتذكرة ذهاب دون
رجعة الى جهنم رد قائلا هل تريد شيئا ؟! ورائحة
الخمر تفوح منه تقتل اكسجين غلاف سيجارتي
رددت بهدوء التحية لم تكن لك احاطها بيديه ودخل
الفندق ووقفت عاجزا لا املك من امرها شيء
الا انني انتظرت خروجها من الفندق بعد ساعات
طوال منهكة جدا كانت بحاجة الى سيجارتي اكثر
مني اقتربت مني وتناولت دون استئذان سيجارتي
ونظرت مباشرة في عيني وسألتني بحزم ماذا تريد
مني؟!! اجبتها لا شيء الا انني اعتقد انك تستحقين
الافضل .. وما هو الافضل برأيك !؟؟ حسنا عاد
السيناريو الى رأسي وبدأت بالكلام دون توقف
بدأت بإكرام النفس على الجسد مادحا جمالها
وتألقها اين ذهب خجلي انها تستمع جيدا يبدو انني
سأحقق هدفي دون ترتيب موعد جديد مع الفشل
اكملت حديثي حول صعوبة الحياة ومحاولة العيش
بشكل جيد بل وانني قدمت لها سيجارة ثانية اخبرتها
كيف خرجت من وطني المنكوب كيف تعايشت
بمجتمع غريب عن عاداتنا وتقاليدنا حدثتها كيف
نعامل المرأة واننا نحترمها ونتقرب منها ليس
لجسدها فقط اخبرتها ان عملها يلقي بها في
الحضيض. . حضيض الاخلاق والمجتمع اخبرتها
انني سأساعدها وحتما لن اتركها في منتصف
الطريق. ان ارادت ان تغير وجهتها وتمارس حياة
طبيعية يوقظها المنبه وتنام في التاسعة اخبرتها ان
للشمس نور يستحق ان يرى وجهها الجميل. وان
العمل في اي مجال اخر لن يكون صعبا وبعد حديث
طويل وحسن استماعها رغم انني قد تعثرت ببعض
الكلمات وربما نطقتها بشكل خاطئ قالت هل لك ان
تحضر لنا شيئا لنشربه اجبتها موافقا وسالتها عم
تريد شربه اجابت اي شيء حبذا لو كانت القهوة
استأذنتها للحظات وغادرت الكرسي لأحضر القهوة
وانا اشعر بأنني ملكت زمام اموري وسأضحك
اخيرا من فشلي عدت وقدمت لها القهوة ثم سألتني
هل انهيت كلامك ؟ اجبتها: بنعم ؛ وانا على وعدي
بمساعدتها . اجابت :هل حقا تعتقد بأنني احتاج
للمساعدة ؟ اعتذر ان ازعجتك ولكن عملك هذا
يثبت انك بحاجة للمساعدة !!.. كان دورها في الكلام
ووجب علي حسن الاستماع كما فعلت اولا اخبرتني
انها ليست بحاجة للعمل سواء هذا او غيره. وانها
هنا بمحض ارادتها ليست بسبب قسوة الدنيا ولا
جبروت الحياة وانها غادرت موطنها باحثة عن
السعادة في هذا البلد ولكنها لم تجدها .. هل يحق
لي ان اسالها ماهي السعادة وهل يحق لي ان اسالها
ان لم تكن الدنيا من آلت بك لهذا المقام فمن هل
الفشل بدأ يلعب دوره ثانية ؟ اكملي أرجوك .. حسنا
انا سلمى ذو الخمس وعشرين ربيعا ولدت في حي
راقي جدا اضطررت وعائلتي لمغادرة بلدتنا بسبب
اعمال والدي الذي لقي حتفه اثناء اداء واجبه
الرسمي وبقيت مع امي واخوتي الثلاثة في المنزل
الجديد الذي لم يعد بمقدورنا تحمل مصاريفه انتقلنا
للعيش هنا وبدأنا بالعمل انا وامي لإعالة اخوتي
وتأمين مصاريف دراستهم تعرفت اثناء عملي
على شاب يمتلك احدى اكبر الشركات في الخليج
العربي ودائما ما كان يتردد لتقسيم بقصد السياحة
وبحكم عملي بإحدى الفنادق التي كان ينزل بها
تعرفت عليه وتبادلنا نظرات الاعجاب التي تحولت
فيما بعد الى قصة حب تغمرها السعادة من كل جانب
كنت انتظر زيارته لتقسيم بفارغ الصبر وهو لم يكن
ليترك ساعة تمر دون ان يطمئن علي حتى بتنا
على اتصال دائم يرافقني اينما ذهبت وفي احدى
الايام ارسل الي باقة من الزهور المعطرة تحمل
داخلها رسالة ورقية يخبرني فيها انه يريد ان يلقاني
في شارعنا هذا ..
كنت على اتم الاستعداد لملاقاته وحاضرة بأجمل
طلة لاستقباله وكيف لا اكون وهو قد تملكني عندما
وصلت وقفت ساعات طوال انتظره حتى تورمت
قدماي كان موعدنا في الخامسة وانتظرته حتى
التاسعة لم يجب على هاتفه جلست على مقعدك
هذا ونظرت الى الفتيات اللواتي يعملن وكنت ابكي
بحرقة لم افهم ماحدث الا انه تخلف عن موعده
ربما السبب كان قاتلا وربما لا اعلم جل ما اعرفه
انه تخلف وانا بين هذا وذاك رأيته يدخل الفندق
ويحتضن اخرى هل هذا هو حقا من تلك ولما
هي معه لم اتمالك نفسي كان حقا عليه ان يشرح
سبب تخلفه وحقا علي ان ابرر لنفسي سبب
انتظاري له. لحقت به وناديت عليه مرارا حتى التفت
وكان الارتباك ظاهر عليه كيف حالك سألته ساخرة
اجابني بخير وانتي ؟ بخير ايضا الا ان قدماي
تؤلماني جدا. نظرت الي من كانت معه وسالته
باللغة العربية من هذه ولا اعلم بما اجابها الا انها
اطلقت ضحكة فاقت كل حواسي على الادراك فإن
لم اكن اتكلم العربية الا انني استطيع قراءة الوجوه
بما اخبرتها ؟ اجابني سأخبرك لاحقا اذهبي الان
. سلمى صمتت وانا لم اتحمل ما بدأت مخيلتي تؤول
من احداث يجب ان تنهي قصتها وبدأت بالغضب
وقد بانت علامات الغضب على وجهي فقلت لها
متمالكا نفسي : اكملي ماذا حدث؟! ابتسمت وقالت:
لا عليك انها مجرد ماضي تلك كانت زوجته
وكانت قد لحقت به لأنها اعتقدت بأنه يخونها وانا
كنت اعتقدت بأنه بعث لي الرسالة ليعرض علي
الزواج في اليوم التالي زارني في عملي. واعتذر
جدا عما حصل وانه كان سيخبرني بزواجه وانني
لا اصلح ان اكون زوجة له اختلاف الديانات
والثقافات واشياء اخرى تحدث عنها باللغة العربية
التي عزمت وقتها ان اتعلم اللغة سألتها مستنكرا
قصتها بعملها قائلا ماعلاقة هذا بعملك ؟! تمهل فما
زالت قصتي في بدايتها بعد عدة ايام جاء رجل الى
الفندق ليستأجر احدى الغرف وبينما هو قائم على
الحجز نطق بالكلمة التي نطقها الشاب لإمراته أنذاك
سالت زميلتي في العمل وهي تتحدث العربية
بطلاقة ماذا قال ؟ قالت يسألني عن تقديم العاهرات
في الفندق !.هل قال لها بأنني عاهرة ؟ هل حاول
انقاذ زواجه ام انه كان يبحث عن عاهرة في داخلي.
طلبت الاذن بالخروج من عملي مبكرا ورجعت
للبيت لا املك من امري شيئا الا انني اريد ان اعرف
ماذا قال لها عني. امسكت هاتفي وبعثت له برسالة
الرجاء الاتصال بي ماهي الا دقائق حتى عاد هاتفي
محملا برسالة اخرى كانت بالعربية حملت هاتفي
وتوجهت الى امي التي ارهقها التعب واخبرتها
انني سأخرج للحظات طلبت مني الا أتأخر عدت
لعملي. وتوجهت الى زميلتي وطلبت منها ان تترجم
لي الرسالة وكانت كالاتي ))مارسي عملك بالدعارة
على احد غير زوجي((مع الكثير من الشتائم
اللاأخلاقية اغلقت هاتفي وجلست جانبا حتى خرج
الرجل العربي وينظر الي بإعجاب كبير ويسألني
بالإنجليزية ان كنت ارغب بالسهر معه ليمسح عني
نظرات الحزن تلك وخرجت بصحبته لأنني كنت
بحاجة لتناول الشراب ورقصت برفقته حتى
اصابني من الشراب ما يصيب شارب الخمر وعدت
معه للفندق وفي الصباح وجدت مبلغا ماليا كبيرا
على طاولتي مع ملاحظة صغيرة اراكي لاحقا ..
سلمى هل تمارسين عملك بسبب كلمة ؟!!! هل
تمارسين عملك لإنك اخطأت الاختيار ؟؟؟ هل
تمارسين عملك بسبب رجل جبان ؟!! اجابت لا انا
امارس عملي حتى القاه مرة ثانية حين يعود العام
المقبل ويرى ما اصبحت عليه سيندم كثيرا على
ماتسبب به .. أرجوك يا سلمى ان كنتي تمارسين
عملك في الفندق وتعيشين مع اهلك في بيت محترم
لماذا هذا العمل الانتقام لا يجدي .. خسرتي نفسك
زمنا لا تخسريه عمرا صمتت لوهلة واشارت
لبزوغ الفجر وقالت ربما لن يأتي يوما ولن اراه
ربما كان قدري كبزوغ الفجر هذا اسمع يا محمد
انا احب عملي احب نفسي وما هي عليه واتمنى
ان تحب نفسك كما افعل انا هنا في الطرف الاخر
من الساحة ستجدني دائما هناك ..وغادرت
الكرسي وبيدها سيجارتي وقد تركت قهوتها دون
ان تشرب منها شيئا انا لم اقتنع بأسبابها حتما هناك
سبب اقوى ليس الفقر ولا الانتقام وبالطبع ليس حبا
سببا يدعونا للقيام عكس ما تمليه علينا انفسنا سببا
يدعو لكل ما في داخلنا بالتحرر من المه غضبه.
حزنه فرحه وربماا مسؤولياته . . 

كل الذين تحبهم وتعطيهم الكثير .. لن ينتبهوا لك حين تمر بحالة ضعف : ولن يعيد لك التوازن سوا شخص يخفيك سرا عن الوجود ..  
بقلم محمد موسى وزين الفايز