ما الكنز المدفون؟! بقلم عدي الصبيحات

0 Comments

 ظلام ، برد وفراش قاس ظننت أن المرض أفتك بي وأنا نائم بفراشي ولكن ذلك الظن تلاشى عندما أستيقظت على نقر عصفور صغير يخدش رأسي ، فتحت عيني 

لأرى وإذ بي بطريق ليس له معلم بداية او نهاية طريق خال تماما من الحياة وكل ما فيه خط أبيض قاتم في وسطه ومصابيح إنارة بالكاد تعمل. 


ترددت في النهوض وأردت النوم مجددا لربما يكون كابوس أسودا أخر فهذه الكوابيس تراودني في كل حين في هذا الوقت من حياتي ولكن ذلك العصفور اللعين الصغير واصل إزعاجي وهو ينقر برأسي وإذا أبعدته بدأ ينقر بقدمي وحتى أنهض فيبدأ بالطيران إلى الأمام ، أن أنه الخلف لا أعلم حقا الإتجاه الصحيح لهذا الطريق عديم الملامح فبعد جهاد في محاولة النوم وازعاج ذلك العصفور الذي أقسم أنني سأكله حيا إذا أمسكته قررت النهوض والبدا بالمسير وهنا وبعد ساعات وساعات من السير في هذا الطريق الخال أرى من بعيد مفترق طرق وهذا كان أول شيء أراه منذ فترة طويلة وهنا بدأت المشاعر تتحرك في داخلي وتتضارب وتصرخ أهذا المفترق سيكون مخرجي أم أنها النهاية لي ، بدأت السير بسرعه وبدأت أقترب من مفترق الطرق ذاك حتى رأيته ، كان عجوزا كهلا يجلس على كرسيه الهزاز في البرد القارس خارج كوخ صغير بوسط اللامكان وفي جانبه لوحة بيضاء يكاد بياضها أنه يمحى من شدة إتساخها وبخط أحمر عريض ويبدو أنه تم كتباتها بسرعه وبخط اليد كان مكتوبا عليها ما صدمني أكثر من شكل ذلك العجوز الكهل والطريق عديم الملامح هذا ، كراج سيارات مدفوع الثمن أجل ذلك ما كان مكتوبا في طريق خال لا توجد به أي أثر للحياة ضحكت وتقدمت إلى ذلك العجوز وقمت بسؤاله إلى أين يؤدي هذا المفترق ، فرد بصوت أقسى من برودة الجو بكلمة واحدة جعلت جسدي يرتجف " النهاية " هذا ما أخبرني أياه قالا ومن ثم رددت اهي نهايتي أهذه هي ولكنني لم أودع أحدا لما علينا الذهاب بهذه الطريقة مهلا أهذا هو الجحيم اعلي قطع ذلك الطريق مرارا وتكرارا أهذا هو عذابي فنظر إلي نظرة ظننت أنها ستقتلني من حدتها وقال " نهاية الطريق يا غبي ، أغرب وجهك الآن فلا سيارة لديك أغرب! " . 


قمت بالنظر إلى مفترق الطرق والرعب يمتلكني ، ما خطب هذا العجوز الخرف؟! وما خطب هذا المكان؟! ولما لم تشرق الشمس بعد لقد مرت ساعات كثيرة بالفعل ؟! اسئلة تخالطها مشاعر الغضب والقلق في داخلي وهنا قررت أخذ نفس عميق ومن ثم نزلت على ركبتي وقلت للعجوز لا يوجد غيرك هنا ساعدني أرجوك، 

تحرك راسي العجوز الى الكوخ ومن ثم نظر إلي وصرخ " أخي هناك أغرب وجهك وحدثه لربما يقتلك وينتهي صراخك وبكاءك اللعين هذا " ، نظرت إلى ذلك الكوخ ومن ثم تحركت ببطئ ، خشب عتيق ، لا يوجد مصابيح وهنالك صوت يشتد مع إقترابي وهنا طرقت على باب الكوخ ببطئ وقلت: أيمكنني الدخول أريد سؤالك أمرا فرد علي قالا : أدخل فالباب مفتوح ، دخلت ورأيت شابا ولكنه كان طريح الفراش وصوت عطاسه من البرد والمرض يكاد يختفي وهنا تحدث وقال إلي بما يمكنني مساعدتك يا صديقي إن كان طعاما او شرابا فنحن لا نملك شيئا كهذا ولكن تحت سرير هنالك كنز من ذهب   وبدأ بالضحك فأبتسمت ورددت : لا الطعام ولا المال ما أريده هو الكلمات، أخبرني أرجوك أي طريق أسلك من مفترق الطرق هذا كي أعود إلى منزلي . 


صمت الشاب طال ونظراته ثابته وهو لا يرمش يحدق بي فقط مضت دقيقة إثنتان ثلاثة وبدأ الرعب يتملكني أربعة خمسة سته بدأت أرتجف فهذا الشاب ليس طبيعيا إنه ثابت في مكانه دون حراك هكذا عشرة ،  أحدى عشر ، إثنى عشر ولا يزال مكانه أريد الهرب أريد الخروج من هذا الكوخ ولكنني خائف من أعطي ظهري له فيغدرني 

ثلاثة عشر ، أربعة عشر ، خمسة عشر وهنا عطس الشاب فتحرك ونظر إلى وبدأ بالضحك وقال: أعتذر فأنا أنام فجأة مفتوح العينين لنعد ماذا أخبرتني بأنك تريد قلت بصوت يرتجف كما ترتجف قدامي الآن : أين طريق العودة؟ 


فرد قالا : الطريق إلى اليمين، والآن أنا متعب أرجوك غادر كوخي كي أعود إلى نومي،  تحركت إلى الوراء ببطئ وبدأت أفتح باب الكوخ من دون أن أزيح نظري عنه وهو ينظر إلي ويضحك ويعطس خرجت بسرعة وأغلقت الباب ، نظرت إلى مفترق الطرق وأردت إكمال طريقي وهنا حدث ما لم يكن متوقعا ، صوت رفيع يمهس بأذني توقف! ، توقفت ونظرت حولي إلتفت يمين ويسار ، إلى الأمام والخلف لا يوجد أحد ماذا يحدث من أين أتى الصوت؟!  ، وقفت وأنا أعلم أن نهايتي قريبة فما يحدث ليس طبيعيا وقفت وأغمضت عيني وإذا بالصوت يقول لي مجددا: أحذر فأحدهما كاذب. 


كان الصوت قادما من فوقي... إنه ذاك العصفور ! ، مهلا ماذا كيف تحدث والأهم من ذلك ما الذي يعنيه بأن أحدهما كاذب؟! ماذا علي أن أفعل؟! ، جلست بعيدا عن الكوخ وعن ذاك العجوز وبدأت أفكر إن كان أحدهما كاذبا فما الحل كيف لي أن أعلم أي الطريقين من ذاك المفترق هو طريق العودة فخطرت في بالي فكرة ، ونهضت لأبدا بتنفيذها واصلت المسير حتى وصلت المفترق رفعت يدي وبدأت أعد للعشرة وتوقف العد عند الطريق على اليسار ولكن الشاب أخبرني أن طريق العودة هو الأيمن ، حسنا لا يهم فهذه الطريق تنجح دائما... أحيانا....في الحقيقة لم تنجح سوا مرة واحدة حسنا لا بأس سأخذ الطريق الأيسر أواصل طريقي وإذ بذاك العصفور يزل بسرعة من السماء ليضربني على وجهي وصرخ بصوته الرفيع الصغير " مت أيها الغبي!! " . ومن ثم حلق مجددا 


علمت أن طريقتي خاطئة وفكرت بالتالي إن كان أحدهما كاذبا سأطلب من أحدهما أن يسأل الأخر عن الطريق الصحيح فإن أجاب الاول وكان صادقا فالكاذب لن يخبرني وإن كان الأول كاذبا فالصادق فالأخر سيكذب علي ولن يخبرني بالطىيق الصحيح وهكذا مهما كان جوابهما فعلي الذهاب في الطريق المعاكس له!!. 


توجهت إلى العجوز لأنني أعلم أن ذاك الشاب لن يتمكن من التحرك ليسأل العجوز وقلت للعجوز " سأطلب منك طلبا أخيرا وسأذهب بعدها ، أرجوك إذهب وسئل لي أخاك عن الطريق الصحيح لأخذه" فنظر إلى العجوز وأبتسم وكان فكرة التخلص المني أعجبته وقال " خدام عند أيوك انا؟! روح أساله لحالك!! " وهنا وقفت في صدمه وحيرة في أمري وبدأت الصراخ بداخلي " ما خطب هذا العجوز الخرف اللعين؟! ها؟! لما لا يريد مساعدتي اللعنه!! فليترك هذه اللوحة وليذهب... لوحة؟ " .


أيها العجوز اريد العودة إلى منزلي فأنا أتفقت مع أصدقائي أن نجول العالم بسياراتنا ولقد قلت كلمات الوداع بالفعل لأخيك وأخبرته أنني سأعود لزيارته بسياراتنا وأنني سأريه سياراتنا وأيضا أن اصدقائي سيأتون بسياراتهم لهنا أيضا برفقتي وانا أقود سياراتي برفقة سياراتهم لزيارة أخيك وأننا سندعه يقود أحد سياراتنا الكثيرة لأنه أخبرني أنه سيحب قيادة سيارة بعد هذا الوقت الطويل. 


نهض العجوز من مكانه وتوجه ببطئ شديد وكأنه يزحف إلى الكوخ وهنا قررت التقدم خلفه أيضا وعندما دخل إلى الكوخ توجهت إلى الباب لأسترق السمع " أيتها الجثة اللعينه يبدو أنني أخيرا سأحقق إستفادة منك ذلك الوغد الذي يبكي كثيرا يريد معرفة جوابك عن الطريق الصحيح لأنه سيعود لزيارتك فماذا أخبره؟ " قال العجوز ورد عليه الشاب وهو يعطس بألم " لابد من أنه لم يسمعني عندما أخبرته الطريق الصحيح فليتخذ الطريق الأيمن وليعد إلى بيته". 


عدت مسرعا قبل أن يخرج ذاك العجوز من الكوخ إلى مكاني إلى جانب الطريق وأنتظرت العجوز حتى أتى " أسلك الطريق الأيسر ولا تنسى زيارة أخي أيها الوغد فيبدو أنك أعجبته والآن أغرب عن وجهي " قال العجوز .


مهلا الطريق الايسر ولكنني متأكد أن الشاب قد أخبره الطريق الأيمن حسنا بالعودة إلى خطتي سأسلك الطريق الأيمن عكس ما أتاني ، توجهت إلى الطريق الأيمن وبدأت بالتحرك حتى رأيت ضوء توقفت ونظرت إلى ذلك الضوء وإذ به يتقدم نحوي وبسرعه وهنا ضربني الضوء فسقطت على كرسي مهلا ماذا كرسي؟ 

أجل لقد غفوت في مكتب عملي على حاسوبي والنافذة كانت مفتوحة يبدو أن ذلك الكابوس كان واقعيا جدا ، أخذت نفسا وتوجهت إلى حمام الموظفين لأغسل وجهي وأرتب مظهري لأن موعد العمل قد أقترب ، بعد أن دخلت إلى الحمام أخفضت رأسي للماء كي أغسله وعندما رفعته رأيت بالمراة الشاب المريض وهو يضحك ويقول هنالك كنز تحت سريري.


النهاية


قصة قصيرة مبنية على أحدى ألغاز طفولتنا



You may also like

ليست هناك تعليقات:

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.