كتابات تائهة الفصل الاول

0 Comments
كتابات تائهة
هناك كلمات كثيرة عالقة بداخلي كبعثرة حروف لمشاعر اهلكتها الظروف جعلتها كطريح فراش ساكنة عاجزة حتى على ان تتشكل بكلمات لتعبر عما يجول بداخلها.. منذ امد لم اكتب ولم اعتد الابتعاد عن قلمي تفاجئني نكاسات دفتري وخربشات روحي فوق جوالي حينا كعنوان واحيانا كتذكير واكثر الايام كاسم احتفظ فيه

. في احدى المرات جمعت الكلمات في جملة واحدة ووجدتها كطوق احاط بجيد الخربشات(كلما هممت ب الابتعاد عنك تعثرت بحبك) فتتساقط لالئ النبضات على سطح الشاشة وتتالق كعادتها ب... تلك الاحرف هابتك الدنيا وسكانها قسوة الحياة نبتت في صدره و اولدت فينا براعم الخوف ومع مرور الايام كانت تنمو وتكبر لتستحل باغصانها الطويلة والعظيمة بقواها ما تبقى فينا من مساحات ضئيلة لاستنشاق حرياتنا التي باتت مسمى نطلقه على موعد نومنا لنهرب باحلامنا من هذا الواقع الى ما نتمنى ان نكون ...


 في احدى المرات وبعد ساعات طويلة من السعي وراء رضاه غفلت فاغمضت عيني وبت في سبات عميق والغريب انني وجدت هذه الراحة تحت خزانة جدتي ولم اكن لاشعر بشيء يحدث حولي كبحثهم العقيم عني ... ضئيلة الجسد قصيرة القامة طفلة وجدت في نفسها الراحة لتنام نوما عميقا طويلا  .. اتذكر حلمي يوم ذاك حلمت بانني اركب حوتا ابيض وكنت جد سعيدة في تلك المساحات الواسعة من المحيط للسماء لا باب مغلق لا امر لا شيء يعكر صفو تاملي بسمائي على انغام محيطي وبينما انا ذاك كانت امي تبكي لغيابي و جلادنا يبحث عني ويهدد بسوطه كل من وجده بطريقه وادعى بانه لم يراني حتى وان كان صادقا ففي حضور جلادنا لا مفر من الكذب حتى اخوتي كن يرتعدن خوفا منه ويقسمن بانني لم اغادر غرفة الجدة منذ دخلتها .. كان لابد للصغيرة ان تستيقظ من حلمها العاجي راسمة ابتسامة على وجهها سرعان ما تحولت الى تشنجات ب عضلات وجهها  باي مسمى اسميها خوفا بل اكثر رعبا بل اكثر.. 

زاحفة من مخباها الذي للتو اكتشفت وجوده في منزلها العظيم المتعاظم وهي تسمع تهديداته تملا الارجاء وبكاء اخواتها على مسامع اطراف الارضيين .. تبا لم استيقظت لم عدت لم انا هنا كم كان من الرائع جدا لو علقت في منامي . كان لابد من المواجهة ما ان فتحت الباب حتى شممت رائحة الغضب المشتعل يتجه نحوي كبركان ثائر حملته الارض على مغادرة احشائها مجبرا..  اين كنتي؟ متى دخلتي للغرفة؟!! تكلمي قبل ان اجعل لسانك يشهد عليكي 

 اخي العزيز الكريم هل انت ربي كيف لي ان اجيب على اسئلتك وانا طفلة كنت اصدق بانني اذا كذبت سينطق لساني بانني كاذبة خوفا منك
 تلك البراعم بدات تنمو رويدا رويدا كلما نظرت الى مخدعي الجديد السري للغاية كنت نائمة.. كاذبة.. اقسم برب العزة بانني كنت نائمة وان لم تصدقني اسال لساني غامرة ادمعي مسترسلة ب كلامي وكنت اعتقد بان لساني يتحدث من تلقاء نفسه اعد الدقائق التي غدت كساعات طوال وهو يصب جام غضبه فوقي وم هي الا لحظات حتى اعتنقتني امي واعتقتني منه حامدة الرب بانني بخير شاكرة لله بانني في امان .....🌿🌹🌹
صباح اليوم استيقظت على وقع انفاسه الصباحية تغمر غرفتي رائحة القهوة.. لقد افاق قبلي وجهز طاولتنا ب بجريدته الالكترونية وكتابي الذي اعشق رائحة اوراقه.والقليل من حبات التوفل برائحة القرفة .. صباحي انتي كانت جملته و صباحي انت كعطر الياسمين ..كانت ساعات الصباح جميلة جدا لل حظات لم اتمنى زوالها لكن سرعان م بدا يخبرني بانه سيذهب الى عمله لينجزه قبل الظهيرة .. مضت بعض لحظات حتى هم بالخروج تاركا عطره يفوح بالارجاء منبها وموعدا بعودته.... يجعلني كتابي اغادر غرفتي وطاولتي متوجه الى عالمي الافتراضي باحثة في المواقع الاجتماعية حتى اكمل قهوتي الصباحية واحاديثي معه بعثت له برسالة لقد غادرت مسرعا ناسيا قبلتي .. وم كانت الا لحظات حتى عادت رسالتي محملة ب بأخرى اعذريني صغيرتي ساعوضك حتما عند عودتي وقد ارفق رسالته ببعض القبلات .. تكللت محاولاتي ب الفشل فانا سيئة جدا باستخدام الاجهزة الدقيقة الممزوجة ب الطابعة الالكترونية التي تبعث في الانفس الغثيان... 
هذه هي، لم امسك قلمي عبثا ولم ارسم حروفي هباءا كانت وكنت اشبه بقصيدة الفها امرؤ القيس واستباح فيها كل ممتلكاتي اللفظية والروحية.... 🌿🌷🌷

كنت هنا ذات يوم في رواق المدرسة اتامل جدرانها الملونة ب الوان زاهية وعبارات باحرف كبيرة ترحب بتلاميذ المرحلة الاولى انتظر قدوم المعلمة ولم يخطر لي قط بانها ستكون شبيهة لأمي مرت خمس دقائق من عمري الطفولي في ذلك الرواق اترقبها وهي تسارع ب الوصول وتدخلني مع فتيات اخر غرفة الصف هيا هيا اسرعي الى مقعدكي تدفعني بيديها ..السلام عليكم انا المعلمة فايزة وانتم اطفال شعبتي وهذه غرفتنا التي ستجمعنا كل يوم واردفت قائلة يمنع الذهاب الى الحمام دون استئذان ويمنع ايضا تناول الطعام والشراب ب حضوري هل فهمتم لا اريد ان اكرر كلامي ..  بدأت ترحيبها لنا بأوامر النهي ونظرات الغضب  وانتصبت قائمة وطرقت بمسطرتها سطح الطاولة حتى اقسمت باني سمعت للطاولة انين ما زال يهز اذني حتى يومنا هذا 
 . هذه هي المدرسة ؟؟
لا طعام ولا شراب ولا حركة حتى دخول الحمام ممنوع ؟؟ فلم اعد ارى الا مسطرتها التي باتت كسكين الجزار للغنم القاصي بكيت بهدوء وبدا فصل شتائي . كيف جمعتي معلمتي بين ملامح امي وقسوة جلادنا كيف ؟؟ ..

🌿🌷🌷


هل تعرضت للنصب من قبل ؟ نعم كثيرا.. م هي اكبر عملية نصب مررت بها؟ حسنا .. تلك التي فقدت فيها كل م املك ولكنني لن اعتبرها خسارة فقد اتخذت منها عبرة وفائدة تنص على ان لا تامن جانب احد حتى لو كان والدك زوجك اخيك فالمصالح الخاصة قطعا لا تحتوي مصالح من تحب 







..وتتوه الكلمات مجددا في طريقها للبحث عن النور نحاول دائما نسيانها ولكن سحرها يجذبنا نحوها باستمرار لنلاحقها ونبحث عنها هذا هو الغذاء الروحي الذي لطالما حدثتنا عنه






 .. اشتاق لاهرب منك اليك .. اويهرب الانسان من اخر اليه ؟؟ نعم ما هذا يا ربي .. نعم عزيزتي عندما يقتله الحنين يلجا للقاتل فاما ان ينهيه واما يراف بحاله وبكلا الحالتين لا يوجد خاسر فاهرب منك اليك .. الم تسمع بمقولة ان هاجمك الاسد لاتهرب منه بل قم بمواجهته؟!! الم تعلم انه مهما عظم الحيوان يبقى فيه شيئا يهاب الانسان من خلاله والحنين اسدك وانا قطعا ضحيتك ..وبداخلي جرح ابكم يعجز عن الصراخ وجعا فيكتفي بغيبوبة صمت لا منتهيه تحرق الحياة داخلي دون ان يعي احد..!
ياللروعة كيف تتدافق الكلمات كيف تنساب مع النسمات تحدثني وانا استمع لحنها ووقعها الاخاذ اشعر برقصي على مقطع من قصائدك قبانيي قاتلتي ترقص حافية القدمين في مدخل شرياني وكأنني استمع لها الان يعجبني تساقط الكلمات من فيهه احاول لملمتها برقصي .. اليوم الخميس اخر ايام الاسبوع الدراسي فرحين بجمعة قادمة لنبقى طريحي الفراش .. ماذا سارتدي اليوم اجابت اختي لا اعلم ل نذهب ب الزي المدرسي دون بنطال لن تخالفنا المديرة وسوف تقبل امي بذلك لنسألها .. بالنسبة لي كنت ارى ممانعتها بالرغم من الاذعان ل توسلات اختي بطرقها الغريبة المضحكة وكانت اختي تقفز فرحا بانجازها الاخير حان وقت ارتداء الثياب وتسريح الشعر ب الطريقة المماثلة وغادرنا البيت تتملكنا الفرحة كنت انا الوحيدة من بين طالبات الصف التي لا تخالف النظام سواء ب التشريع الديني المدرسي بينما اختي كانت فرحة جدا ل فرض رأيها والمشي عليه كما نسميها في مجتمعاتنا اثناء دخولنا الحرم المدرسي لفت لبسي انتباه الهيئة التدريسية فتقدمت معلمتي مني واستوقفتني سائلة شو هاد اللبس ؟ اين بنطالك ؟؟ بينما كنت انظر الى باقي الطالبات اللواتي لم يعتدن ارتدائه للمدرسة نطقت كاذبة خائفة من شهادة لساني ضدي امي امرتنا ان لا نرتديه .. ماما نريد ان نذهب للمدرسة دون ارتداء البنطال .. نظرت الينا بنظرة عجزت عن صياغتها وقتها تحذرنا فيها من اخينا الاكبر الذي اخذ على عاتقه التزام المنهج الاسلامي وتطبيقه على كافة من في البيت جبرا وقسرا دون استثناء وبالرغم من ذلك سمحت لنا واقتبس كلامها حرفيا (جربوا تطلعو هيك بس اتاكدو ازا انا ما عم شوفكن ف ربنا اكيد شايف الكل )..اردفت المعلمة قائلة : ماشي على صفك يلا واليوم لا اريد ان اراك في غرفة الادارة ل تسميع ما حفظتيه .وجلت لوهلة لماذا معلمتي ؟!لانك لاترتدين كما يجب لالقائه علينا ثم بلباسك هذا حتما ستخجل الملائكة ولن تدخل حجرة المديرة او يرضيكي ابقائها خارجا ؟؟ صعقت ندمت كثيرا بكيت رب السماء يراني والملائكة خجلة مني وانا لا اريد الا ان اتشبه ب.زمرة من الفتيات لم يصدف ان رايتهن قبلا اثناء التلقين او التسميع كان هذا اشد عقاب..لن تكون حياتي مليئة بما اريد هناك دائما ما ياتي لياخذ مني اجمل اللحظات التي   اعد العدة لاعيشها.. 🌿🌹🌹


You may also like

ليست هناك تعليقات:

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.